- مقَاعِدُ الحيَاةِ بدَأتِ بِنا تَتقلص . والمَوتُ يَحومُ بين الصفوف ، ويمشي على الأسطح والجدران ، يَبحثُ عن الجديد! لَا يُفرق بين بكاءِ طفل وضَريرِ ، ولا بينِ كِهل و عجوز . يَأتيِ الموت سَريعاً يَحمل الأرواح ويَرحلِ دون ان يَتركَ أثراً ، سِوى جَسدٍ ملقى بِلا نبض . قَد نبكي الموتى اليوم ، وغداً بالتأكيد سَيبكى عَلينا .. - اللهم ارحم سَميره و أدخلها فَسيح جناتك :\"( -
- السَفرُ هُو الحَلِ الوِحيدِ . لِتنقلَ مِن عالمِ تَملأهُ أنتَ بِكلِ تفاصِيلك ، إلى عالمِ يَخلوِ مَنكَ تَماماً . حِين أمشَي فيِ الشَارعِ وَحيدة ، أسَترقُ السَمع للِجدارنِ و الباعَةِ العابَرينِ . لأمزقُ ذاكرتيِ التيِ تصر على َعرضِ صَوركِ. ولَكنكَ تَعودَ لَتحتلنيِ حَينِ أصَادفكِ فيِ أربعينِ وجهاً بعد هذا الشارع .
أنَا مُتعبةٌ جِداً .. هَل يَعيِ أحداٌ مَعنى هذه الجَملةْ ؟ فيِ صَدريْ حِملٌ ثَقيلْ ، لَأولِ مَرةِ لَا أبكيِ .. بَكت عائشة ، أدمعتُ أمي ، وتَسربتُ دَمعةٌ لِعينيك .. وأنا لَم أدمع ، لَم أمطر . ألجَئٌ للطِعام . وأقسِمٌ بِخالقيِ لَا رَغبةِ ليِ فيِ الأكلِ ، ولَكنِ فيِ فيِ قَلبيِ حُزنِ أحَاولِ إسِكاته . كُل شَيءِ يَجريِ عَكسِ التيَارِ ، غَيرُ المَتوقع .. كُل شَيءِ مَختلفِ ، مُربكِ .. وُحزنُ أميِ ، قَاتلِ . لَا أتحملُ أكثرْ .
لَوحديِ فيِ قِطارِ الرابعةْ . وأكبِرِ قَدرِ من الراحلينْ معيْ . المكان مُزدحم ، لَا أجدُ ما يَكفيِ مِنِ الأكسجينْ ، وأخشى أن لا أجدِ مكاناً لِموضعِ قَدميْ . أعَلمِ بأنِ هَناكِ مِن يُراقبنيِ فيِ المَحطة ، لِكنيِ سأغمضِ عَينيِ ، وأرحلْ . يَكفينيِ بأنِ دَفتريِ فيِ حَقيبةِ سَفريْ ، وقَلمِيِ فيِ جَيبيْ .. فَقطِ يَكفينيْ ..